كنت أقرأ قصصاً واقعية حدثت ..
لثلاث زهرات بريئات ..
اقتطفت أيادي العابثين كرامتهن ..
هذه اقتطفها السافل في الشارع بجماله ..
وتلك اقتطفها السافل بجواله ..
والثالثة اقتطفها السافل في غرف الشات بحلاوة أقواله ..
السيناريو يختلف في الشكل والمنظر ..
وفصول المآسي الثلاث تتباين في الصور ..
ولكن النهاية واحدة .. نفس المصير والقدر ..
تساقطت الوردات من على أغصان الشجر
واختفى منهن الجمال والسحر ..
وأصبحن بلا عطر ..
بحرقة على هؤلاء الزهرات بكيت ..
بحسرة على هؤلاء الوردات بكيت ..
بألم من صنيع هؤلاء العابثين بأعراض الناس بكيت ..
وإلى الله التجأت واشتكيت ..
0
0
0
رباه ..
هل هذا حقاً هو الواقع ؟!!
رباه ..
هل هكذا دائماً ينتهي العالم الضائع ؟!!
الكل يبكي ..
الكل يصرخ ويتألم ويشكي ..
الكل عن المصائب والعذاب والفضائح والحسرة يحكي ..
نهايات حزينة ..
وقبلها فصول من المآسي سوداء وحمراء مهينة ..
بطلها ذاك الذي تجرد من رجولته وتخلى عن تعاليم دينه ..
تخلى عن إنسانيته وقتل الياسمينة ..
مآتم وجنائز صنعها ذلك الذي نسي ربه ..
وأعمت الشهوات ولذة الدنيا الزائلة قلبه ..
وسلم للشيطان رايته وأًصبح دليله ورفيق دربه ..
وما بالكم بمن كان صديق إبليس ..
ولكل رديء ووضيع ومنحط جليس ..
أجزم أنه نذل وسافل وخسيس ..
لقد أبكى هؤلاء الحثالة باستهتارهم وحقارتهم ملايين العيون
ووأدوا بأيديهم الآلاف من ذوات النون ..
وكل يوم كم من وردة وزهرة جميلة يقطفون ..
ويقتلون ..
لا يرحمون ..
ولا يبالون ..
أحياء بأجسادهم ..
وهم في الحقيقة ميتون ..
(قاتلهم الله أنى يؤفكون) ..
دنسوا بنجاساتهم كرامة الناس ..
وخفضوا بأفعالهم الدنيئة كم رأس ورأس ..
وجردوا عفيفات وذوات خدور من اللباس ..
يتسلون بالأعراض هكذا بدون إحساس ..
يتصيدون كالذئاب في الظلام ..
ويفترسون بلا رحمة بنات الكرام ..
في الشوارع والأسواق وسط الزحام ..
في النت حيث الشات ومحادثات الغرام ..
وعبر الجوال حيث يطيب الكلام ..
يبدؤون بعبارات الإعجاب والحب والهيام ..
ويوهمون بالتعارف للزواج والوئام ..
حتى إذا غاب دين الفتاة وسافر عقلها وضميرها نام ..
وسلمت نفسها لهم وأعلنت الاستسلام ..
مزقوها ..
افترسوها ..
داسوها ..
أهانوها ..
قتلوها ..
لم يرحموها ..
ويا بئس النهاية ..
ويا فضاعة الختام ..
تلك العفيفة بعد الفضيحة انتحرت ..
وتلك الطاهرة لم تتحمل ما فعلوه بها ونفسها قتلت ..
وتلك الزهرة على أيديهم من غصنها سقطت ..
ونجمة السماء سلبوها شرفها فهوت ..
ووردة الحديقة الجميلة عبثوا بها فتشوهت ..
وتلك الكريمة باستهتارهم في مزبلة الحياة احترقت ..
ذلك الرجل يبكي شرفه الذي لم يصان ..
يندم ملايين المرات لأنه وثق في بنت أو أخت أو زوجة وأعطاها الأمان
ويموت بحسرته بعد أن تحرقه ألسنة الناس ونظراتهم التي كالنيران ..
ربما يرحل من بلده هرباً .. وربما يقتل نفسه من الفضيحة والهوان ..
والأم تقتلها الصدمة .. وتشل أطرافها المفاجأة .. وتنهيها الأحزان ..
والأخ يثور ويغلي كالبركان ..
يريد أن ينتقم لشرفه المهان ..
والأخت المسكينة هناك تختبىء بين أربعة أركان ..
في غرفة مظلمة تهرب من لذعات اللسان
هذا ما جنته يديك أيها الطائش السافل الحيوان ..
يامن تخلى عن أروع وأجمل صفات الإنسان ..
من أين لك هذا القلب القاسي من أين ؟!!
كيف تهنا في حياتك وأنت تبكي ألف عين وعين ؟!!
كيف ستعيش في سعادة ويدعوا عليك الملايين ؟!!
ألم تعلم أنه من عرضك يوماً سيكون سداد الدين ؟!!
ألم تعلم أن هناك موت وحساب وعقاب ونار وهذا يقين ؟!!
إذا لم تستيقظ من غفلتك الآن .. ستندم يوم تؤخذ بالأقدام والجبين ..
وهيهات أن ينفع حينها ندم النادمين ..
اتقِ رب العالمين ..
في بنات المسلمين ..